5 تأثيرات محورية لنظام الشركات الجديد على جذب الاستثمار في السعودية

5 تأثيرات محورية لنظام الشركات الجديد على جذب الاستثمار في السعودية
جدول المحتويات

يشكّل نظام الشركات الجديد في السعودية الصادر عام 1443هـ (2022م) نقطة تحوّل محورية في بنية البيئة الاستثمارية بالمملكة، ليس فقط بوصفه تشريعًا تنظيميًا، بل كأداة استراتيجية لدعم رؤية السعودية 2030.

في ظل التحولات الاقتصادية السريعة والانفتاح المتزايد على الاستثمار الأجنبي، لم يعد كافيًا أن يكون نظام الشركات مجرد إطار لتأسيس الكيانات، بل أصبح أداة استراتيجية لتعزيز التنافسية وجذب رؤوس الأموال بثقة واستقرار.

ومع إلغاء القيود السابقة، واستحداث كيانات مرنة، وتوسيع نطاق الحوكمة والشفافية، يبرز التساؤل الجوهري: إلى أي مدى عزز نظام الشركات الجديد في السعودية من جاذبية السوق أمام المستثمرين، خاصة الأجانب؟

في هذا المقال، نُقدّم تحليلًا قانونيًا واستثماريًا لستة تأثيرات محورية أحدثها النظام الجديد على مناخ الاستثمار في السعودية، بالاستناد إلى التشريعات السارية، ونظام الاستثمار الأجنبي المحدث في السعودية. وقد قامت شركة الرواد الأولى للمحاماة بتوفير نسخة مجانية عن نظام الشركات الجديد في السعودية pdf  و لتحميله ماعليك الا الضغط على الرابط السابق.

هل تفكر بتأسيس شركتك في السعودية؟ اضغط زر الواتساب أسفل الشاشة لتحصل على استشارة قانونية مخصصة تساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.

تأثيرات نظام الشركات الجديد على جذب الاستثمار في السعودية

لقد برزت تأثيرات جوهرية أحدثها نظام الشركات الجديد على الاستثمار في السعودية، من حيث المرونة التشريعية، الحوكمة، خيارات التأسيس، تمكين الشركات الأجنبية، وإعادة هيكلة الكيانات القائمة.

1. استحداث كيانات قانونية مرنة تعزز دخول المستثمرين الأجانب

أحدث نظام الشركات الجديد في السعودية نقلة نوعية في بنية التأسيس القانوني حول الاستثمار في السعودية، من خلال استحداث أشكال حديثة من الشركات تستوعب طبيعة الاستثمارات الدولية والمحلية المعاصرة. ومن أبرز هذه الكيانات:

  • شركة المساهمة المبسطة: لا تُلزم بتشكيل مجلس إدارة، وتُدار بمرونة وفق النظام الأساس، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمشاريع الناشئة، والشركات التقنية، والمستثمرين الأجانب ممن يفضلون نماذج إدارية خفيفة وفعالة.
  • شركة الشخص الواحد: تتيح للمستثمر الأجنبي أو المحلي تأسيس كيان قانوني مملوك له بنسبة 100%، يتمتع بالشخصية الاعتبارية الكاملة، ويوفّر حماية قانونية تفصل بين الذمة المالية للشخص والشركة.

تتّسق هذه الخيارات الجديدة مع نظام الاستثمار الأجنبي الجديد في السعودية الذي أجاز التملك الكامل للمستثمر الأجنبي في معظم الأنشطة، دون اشتراط وجود شريك سعودي، شرط استيفاء متطلبات الترخيص والكفاءة المنصوص عليها في اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار الأجنبي (pdf).

وبذلك، لم يعد المستثمر مضطرًا للتكيّف مع هياكل تقليدية أو الدخول في شراكات غير استراتيجية. أصبح بإمكانه اليوم اختيار الشكل القانوني الأنسب، تأسيس شركته بسرعة، والتحرك بأمان قانوني واستثماري في بيئة أصبحت أكثر تنافسية.

5 تأثيرات محورية لنظام الشركات الجديد على جذب الاستثمار في السعودية

2. تقليص القيود الإجرائية وتسهيل تأسيس الكيانات الاستثمارية

لم يعد تأسيس شركة في السعودية يتطلب شهورًا من الانتظار والمراجعات، بل أصبح ممكنًا خلال أيام قليلة بفضل التحولات الإجرائية التي أقرها نظام الشركات الجديد. هذا التغيير شكّل تحولًا جوهريًا في البيئة البيروقراطية، ووجّه رسالة طمأنة قوية للمستثمرين الدوليين.

من أبرز التعديلات:

  • إلغاء العديد من الاشتراطات الشكلية، مثل توثيق العقد من جهات معينة أو الحضور الإلزامي لتسجيل الشركة، مما قلّص التكاليف والوقت.
  • إتاحة التأسيس الرقمي بالكامل عبر بوابة “استثمر في السعودية” المتكاملة مع “السجل التجاري” ومنصة “ناجز”، ما يمنح المستثمر تجربة تأسيس مرنة ومباشرة من أي مكان في العالم.
  • تحسين زمن إنجاز التراخيص وتبسيط مسارها، حيث لم يعد الترخيص مرتبطًا بنوع معين من الشركات، بل يستند إلى الجدارة والكفاءة كما ورد في نظام الاستثمار الأجنبي الجديد ولائحته التنفيذية.

5 تأثيرات محورية لنظام الشركات الجديد على جذب الاستثمار في السعودية

هذا التحوّل الإجرائي لا يُعد فقط تسهيلًا إداريًا، بل هو عنصر تنافسي حقيقي يرفع تصنيف المملكة في مؤشرات ممارسة الأعمال عالميًا، ويمنح المستثمر الثقة بأن تأسيس مشروعه لن يكون معرقلًا بل محفّزًا.

3. تقنين الحوكمة والشفافية لتعزيز الثقة في السوق السعودي

فرض نظام الشركات الجديد في السعودية التزامات قانونية صارمة على الشركاء والمديرين وأعضاء مجلس الإدارة، ما عزّز مستوى الحوكمة داخل الشركات، ورفع من مصداقية السوق أمام المستثمرين المحليين والأجانب.

من أبرز ما نص عليه النظام حول الاستثمار في السعودية:

  • حظر تعارض المصالح واستغلال الفرص التجارية (مادة 26).

“لا يجوز للمدير أو عضو مجلس الإدارة أن يستغل صفته في الحصول على مكاسب لنفسه أو لغيره، أو أن يستغل فرصة عمل تدخل في أنشطة الشركة، سواء كانت الفرصة متاحة لها أو كانت تتطلع للحصول عليها، ما لم يُمنح ذلك بإذن من الشركاء أو الجمعية العامة وفقًا لأحكام النظام.”

  • إلزام بالإفصاح المالي عبر تقديم القوائم المالية السنوية وفق معايير محاسبية معتمدة (مادة 79).

“تعد الشركة القوائم المالية الختامية وفقًا لمعايير المحاسبة المعتمدة في المملكة، ويجب على الإدارة عرض هذه القوائم على الشركاء أو المساهمين لاعتمادها في خلال المهلة المحددة نظامًا، ويجب إيداع نسخة منها لدى الجهة المختصة.”

  • تحميل الإدارة مسؤولية قانونية مباشرة عن سوء التصرف أو الإضرار بالشركة (مادة 25).

“يكون المدير أو عضو مجلس الإدارة مسؤولًا تجاه الشركة والشركاء أو المساهمين وتجاه الغير عن تعويض الضرر الذي يلحقهم إذا أخلّ بواجباته النظامية أو عقد الشركة، ويُعدّ المدير أو عضو مجلس الإدارة مسؤولًا عن تصرفات تابعيه إذا ثبت علمه بها، أو إذا كان من المفترض به أن يعلم بها لو أنه بذل العناية المطلوبة من شخص في موقعه.”

تُعد هذه القواعد ضمانة قانونية للمستثمرين، خاصة من الخارج، حيث يُعتمد عليها لتقييم بيئة الأعمال قبل ضخ رؤوس الأموال. ويُعزّز ذلك ما ورد في اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار في السعودية، التي تتطلب التزام المستثمرين الأجانب بذات المعايير المحاسبية والحوكمية المعتمدة في المملكة.

صورة توضح البناء المتقدم و النهضة العمرانية في المملكة و التي تشكل بيئة خصبة تشجع على الاستثمار في السعودية

4. تمكين الاندماج وإعادة الهيكلة وتعزيز مرونة الخروج والدخول للسوق

عزّز نظام الشركات الجديد في السعودية مرونة الشركات في التوسع أو الانكماش، من خلال تقنين عمليات الاندماج، والتحول، والانقسام، وإعادة الهيكلة، وهي عناصر جوهرية في بيئة الاستثمار في السعودية المؤسسي المعاصر.

فقد أقرّ النظام ولأول مرة إمكانية تحويل الشركة من شكل قانوني إلى آخر دون الحاجة لتصفيتها، كما ورد في المادة (180):

“يجوز للشركة أن تتحول من شكل إلى آخر، وفقاً للأحكام التي تسري على شكل الشركة المراد التحول إليه، ما لم ينص هذا النظام على خلاف ذلك. ولا يؤدي التحول إلى نشوء شخص اعتباري جديد، وتظل الشركة محتفظة بحقوقها والتزاماتها السابقة للتحول.”

وبالإضافة لذلك، أجازت المادة (190) ما يلي:

“يجوز تقسيم الشركة إلى شركتين أو أكثر، ويكون كل جزء منها شركة مستقلة، على أن يصدر قرار الشركاء أو الجمعية العامة العادية، حسب الأحوال، متضمناً أسباب ومبررات التقسيم وآثاره.”

وتعني هذه النصوص أن المستثمر يستطيع تغيير هيكل شركته، أو فصل نشاطاتها، أو دمجها مع كيانات أخرى، دون الحاجة إلى إنهاء الشخصية القانونية أو البدء من جديد.

وتأتي هذه الميزة بالتكامل مع اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار الأجنبي التي سمحت بإجراء التعديلات الداخلية، كبيع الحصص أو إعادة توزيع الملكية، دون التأثير على الترخيص الاستثماري، بشرط الالتزام بالإفصاح والتحديث الدوري.

ملاحظة :بيع الحصص أو الأسهم أصبح أكثر سلاسة، لكن ما زال يتطلب إشعار الجهات المختصة مثل وزارة الاستثمار وتحديث بيانات السجل التجاري، وذلك لضمان الامتثال الكامل للأنظمة، حتى لو كانت الإجراءات مبسطة إلكترونيًا.

كل ذلك جعل ما جاء فيه النظام الجديد حول الاستثمار في السعودية بيئة قانونية ديناميكية، تمنح المستثمر القدرة على الدخول والخروج وإعادة الهيكلة بأمان وسلاسة، مما يعزز من جاذبية الاستثمار في السعودية كمركز إقليمي للأعمال.

5. توسيع الحماية القانونية للمستثمر الأجنبي وتكريس مبدأ المعاملة الوطنية

أحد أبرز أوجه جذب الاستثمار في السعودية، والتي رسخها نظام الشركات الجديد، هو تعزيز الحماية القانونية للمستثمر الأجنبي، ليس فقط من خلال منح الكيانات الشخصية الاعتبارية المستقلة، بل من خلال تكريس مبدأ المعاملة الوطنية، والذي ينص على مساواة المستثمر الأجنبي بالمحلي في الحقوق والواجبات ما لم يرد نص خاص.

فبموجب نظام الاستثمار الأجنبي الجديد في السعودية، أصبح بإمكان المستثمر الأجنبي تأسيس كيان قانوني يملك فيه 100% من رأس المال، ويتمتع بذات الحماية القضائية والتنظيمية التي يتمتع بها المواطن السعودي، لكن يظل ذلك خاضعًا للأنشطة المسموح بها في دليل الاستثمار، حيث إن بعض الأنشطة الاستراتيجية أو الحساسة تتطلب موافقة خاصة أو شراكة سعودية وفق تصنيف وزارة الاستثمار.

كما نصت اللائحة التنفيذية لنظام الاستثمار في السعودية على أنه:

“لا يُشترط تقديم ضمانات شخصية للحصول على الترخيص، ويكفي تقديم خطة عمل وجدوى اقتصادية وفق المعايير المحددة.”

وهذا التوجه في جذب الاستثمار في السعودية، لا يمنح المستثمر حرية قانونية فحسب، بل يعزز من ثقة الأسواق الدولية في شفافية النظام السعودي، ويعكس توجهًا استراتيجيًا نحو توطين الاستثمار النوعي طويل الأمد.

الأسئلة الشائعة

أبرز حول نظام الشركات الجديد وجذب الاستثمار في السعودية:

ما هو الحد الأدنى للاستثمار الأجنبي في السعودية؟

لا يوجد حد أدنى موحّد للاستثمار الأجنبي في السعودية وإنما يتم تحديد الحد بناءً على نوع النشاط والاستراتيجية الاستثمارية. فبعض الأنشطة الخدمية أو المهنية لا تتطلب إلا إثبات الكفاءة والجدوى الاقتصادية، فيما قد تتطلب الأنشطة الصناعية أو الاستراتيجية متطلبات رأسمالية أعلى.

ما هي أبرز مشاكل الاستثمار في السعودية رغم التعديلات؟

رغم التطوير الكبير، لا تزال بعض العقبات تواجه المستثمرين، وأهمها: 1- تفاوت الإجراءات بين بعض الجهات الحكومية. 2- بطء نسبي في ترخيص بعض الأنشطة المقيدة أو الحساسة. 3- نقص المعلومات القانونية الواضحة للمستثمر الأجنبي حول حقوقه والتزاماته. 4- قلة الوعي ببعض الأشكال القانونية الجديدة مثل شركة المساهمة المبسطة.

لكن يمكن تجاوز هذه التحديات من خلال الاستعانة بمستشار قانوني مختص في نظام الشركات والاستثمار الأجنبي لتفادي أي عراقيل تنظيمية أو إجرائية.

لقد أظهر نظام الشركات الجديد كيف يمكن للتشريعات أن تكون أدوات فاعلة لتحفيز الاستثمار في السعودية، لا مجرد أطر تنظيمية جامدة.
فمن خلال إلغاء القيود البيروقراطية، واستحداث كيانات قانونية مرنة، وتعزيز الشفافية والحوكمة، وتسهيل دخول المستثمر الأجنبي، باتت المملكة تُقدّم نفسها كوجهة جاذبة وآمنة للاستثمار طويل الأجل. ولطلب استشارة قانونية متخصصة، يرجى زيارة موقع شركة محاماة في السعودية الآن.

لكن ورغم هذه القفزة النوعية، تبقى معرفة المستثمر بالتفاصيل القانونية الدقيقة، وتفسيرها وفق احتياجاته، هي المفتاح الحقيقي للاستفادة المثلى من النظام. إذ تختلف الخيارات بين شركة مساهمة مبسطة أو شركة شخص واحد، وبين ترخيص في نشاط مفتوح أو مقيد.

هنا تبرز الحاجة إلى استشارة قانونية دقيقة قبل اتخاذ قرار الاستثمار في السعودية، نحن هنا لمساعدتك، تواصل معنا مباشرة عبر الأرقام الموجودة في صفحة تواصل معنا.

قد تبحث أيضًا عن: 5 التزامات قانونية رئيسية وفق النظام الجديد تجدها في التزامات الشركات في السعودية. و4 طرق قانونية لحل النزاعات بين الشركاء في السعودية في ظل نظام الشركات الجديد. و7 من أنواع الشركات في السعودية يجب أن تعرفها وفق النظام الجديد.

المصادر الرسمية المعتمدة في كتابة المقال:

تم إعداد هذا المقال اعتمادًا على:

Scroll to Top