يُعد الانقطاع عن العمل في السعودية من القضايا التي تثير جدلاً قانونياً بين العاملين وأصحاب العمل في المملكة العربية السعودية، حيث يُمكن أن يؤدي إلى إنهاء العلاقة الوظيفية بشكل فوري في حالات محددة.
في هذا المقال، يتم استعراض أربع حالات رئيسية يُمكن أن تؤدي إلى الفصل الفوري بسبب الانقطاع عن العمل في السعودية، مع توضيح الضوابط القانونية التي تحكم كل حالة.
كما سيتم التطرق إلى الإجراءات التي يجب على صاحب العمل اتباعها قبل اتخاذ قرار الفصل، وحقوق العامل في حال تعرُّضه لهذا الإجراء.
وفي حال رغبتك الاطلاع على نظام العمل السعودي يمكنك تحميله بصيغة pdf عبر الرابط انقر هنا.
للاستفسار عن حالات الفصل بسبب الانقطاع، احجز استشارة الآن، أو تواصل معنا فورًا عبر واتساب.
الانقطاع عن العمل في السعودية: التعريف والأحكام العامة
يُعرف الانقطاع عن العمل في السعودية بأنه غياب العامل عن عمله دون سبب مشروع أو إذن مسبق من صاحب العمل، مما يشكل انتهاكاً للالتزامات التعاقدية المنصوص عليها في عقد العمل. ويخضع هذا الانقطاع لتقييم قانوني دقيق لتحديد ما إذا كان مبرراً يستوجب التسامح أو غير مبرر قد يؤدي إلى عقوبات تأديبية تصل إلى الفصل.
وتجدر الإشارة إلى أن المادة 80 من نظام العمل السعودي تُعتبر المرجع الأساسي في تنظيم حالات الفصل بسبب الانقطاع، حيث تحدد الضوابط التي يجب على صاحب العمل الالتزام بها قبل اتخاذ أي إجراء إنهائي التي جاء فيها:
“لصاحب العمل فصل العامل دون إنذار في الحالات الآتية:
- إذا انتحل العامل هوية غير هويته أو قدم مستندات مزورة.
- إذا ارتكب العامل خطأً ترتب عليه ضرر جسيم لصاحب العمل، شريطة أن يبلغ الأخير الجهة المختصة خلال (24) ساعة من وقت علمه بوقوع الخطأ.
- إذا رفض العامل تنفيذ التعليمات المكتوبة الخاصة بالسلامة رغم إنذاره كتابياً، بشرط أن تكون هذه التعليمات معروضة في مكان ظاهر.
- إذا تغيب العامل دون عذر مقبول مدة تزيد على (30) يوماً متتالية أو (20) يوماً متقطعة في السنة الواحدة.
- إذا امتنع العامل عن أداء العمل الأساسي المنوط به رغم إنذاره كتابياً.
- إذا أفشى العامل أسرار العمل فأدى ذلك إلى إلحاق ضرر جسيم بصاحب العمل.
- إذا صدر بحق العامل حكم نهائي في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة.
- إذا اعتدى العامل بالضرب على صاحب العمل أو المدير المسؤول أو أحد رؤسائه المباشرين أثناء العمل أو بسببه.
- إذا وجد أثناء العمل في حالة سكر بين أو تحت تأثير مخدر.”
كما يميز النظام بين:
– الانقطاع المبرر (كالغياب بسبب مرض موثق، أو ظرف طارئ مقبول).
– الانقطاع غير المبرر (مثل التغيب المتعمد دون إخطار أو عذر مقنع).
ويُشترط لإثبات الانقطاع عن العمل في السعودية غير المشروع أن يقوم صاحب العمل بتوثيق حالات الغياب عبر سجلات الحضور الرسمية، وإصدار إنذارات كتابية للعامل قبل المضي في إجراءات الفصل، ما لم ينص العقد على خلاف ذلك. كما أن تكرار الانقطاع يلعب دوراً محورياً في تحديد مدى مشروعية الفصل، حيث تُعتبر المدة والتكرار معيارين أساسيين في التقييم.
ومن الناحية العملية، تختلف تطبيقات هذه الأحكام بين القطاعين الحكومي والخاص، إذ قد تتباين سياسات المؤسسات في التعامل مع حالات الغياب. ومع ذلك، يظل الالتزام بالإطار القانوني العام ضرورياً لضمان شرعية الإجراءات المتخذة من كلا الطرفين.
حالات الانقطاع عن العمل في السعودية التي تؤدي إلى الفصل الفوري
يُعد الانقطاع عن العمل في السعودية من المخالفات الجسيمة التي قد توجب الفصل الفوري للعامل إذا توافرت شروط محددة، حيث يُعرِّف النظام السعودي الانقطاع بأنه تغيب العامل عن عمده دون عذر مشروع أو إذن مسبق، مما يُخل بالتزاماته التعاقدية. وينص نظام العمل السعودي، على حالات محددة يُعتبر فيها الانقطاع مبرراً للفصل دون سابق إنذار، وذلك حفاظاً على انتظام العمل وحقوق أصحاب العمل.
وتشمل هذه الحالات :
1- الغياب المتكرر دون عذر مشروع
تنص المادة 80/6 من نظام العمل السعودي على أن “غياب العامل دون عذر مشروع أكثر من عشرين يوماً متقطعة أو عشرة أيام متتالية خلال سنة واحدة” يعتبر سبباً مشروعاً للفصل. ويشترط القانون في هذه الحالة:
- توثيق حالات الغياب في سجلات المنشأة.
- إرسال إنذار كتابي للعامل بعد اليوم العاشر من الغياب.
- إثبات عدم وجود مبررات قانونية للغياب.
2- التغيب عن العمل لمدة تزيد عن 30 يومًا متواصلة
وفقاً للمادة 80/5، يعتبر تغيب العامل عن العمل لمدة تزيد عن ثلاثين يوماً متتالية دون عذر مقبول سبباً كافياً للفصل الفوري. وتشمل الأعذار المقبولة:
- الأمراض الخطيرة الموثقة بتقارير طبية رسمية.
- الحوادث المفاجئة المثبتة بأوراق رسمية.
- الظروف القهرية التي تمنع العامل من الحضور.
3- عدم العودة بعد انتهاء الإجازة بدون سبب مشروع
يعد عدم عودة العامل بعد انتهاء إجازته المصرح بها سبباً للفصل في حال:
- انقضاء المدة المحددة للإجازة.
- عدم تقديم طلب تمديد الإجازة قبل انتهائها.
- رفض صاحب العمل تمديد الإجازة لأسباب مقنعة.
- مرور 7 أيام عمل على انتهاء الإجازة دون عودة أو تبرير.
4- الامتناع عن العمل بعد انتهاء الإنذار الرسمي
تنص المادة 80 على أن “امتناع العامل عن تنفيذ التزاماته الجوهرية رغم إنذاره كتابياً” يعتبر سبباً للفصل. ويشمل ذلك:
- رفض العامل العودة للعمل بعد إنذار كتابي.
- استمرار الغياب بعد تلقّي الإنذار.
- عدم تقديم تبرير مقنع للغياب خلال مدة الإنذار.
إجراءات الفصل الواجب اتباعها من قبل صاحب العمل
يجب على صاحب العمل الالتزام بإجراءات دقيقة ومنظمة عند فصل عامل بسبب الانقطاع عن العمل في السعودية، وذلك لضمان شرعية القرار وتجنب أي نزاعات قانونية لاحقة. وتتمثل هذه الإجراءات في الخطوات التالية:
1. التوثيق الدقيق للغياب
يشترط نظام العمل السعودي إجراءات توثيقية محكمة قبل اتخاذ أي إجراء تأديبي. وتتمثل متطلبات التوثيق الصحيح في:
- تسجيل جميع حالات الغياب في سجلات الحضور الرسمية للمنشأة.
- تدوين تواريخ الغياب ومدته بشكل مفصل.
- الاحتفاظ بالوثائق الداعمة مثل تقارير المراقبة أو الشهادات الطبية في حالة وجودها.
2. إصدار الإنذار الكتابي
يجب أن يتضمن الإنذار:
- تفاصيل حالات الغياب المسجلة.
- المادة القانونية المنطبقة (المادة 80 من نظام العمل).
- مهلة معقولة للعامل لتصويب وضعه (عادة 7 أيام عمل).
- تحذير صريح من احتمال الفصل في حالة الاستمرار.
إثبات توصيل الإنذار للعامل عبر:
- التسليم الشخصي مع إثبات الاستلام.
- البريد المسجل بعنوان العامل المسجل.
- الإيميل الرسمي إذا كان العقد ينص على ذلك.
3. منح فرصة للدفاع
يُوجب نظام العمل السعودي على صاحب العمل منح العامل فرصة كاملة للدفاع عن نفسه قبل اتخاذ قرار الفصل النهائي، حيث تُعد هذه الضمانة أساسية لتحقيق العدالة الإجرائية. وتشمل عملية الدفاع الخطوات التالية:
- إتاحة فرصة للعامل لتقديم تبريراته كتابياً.
- دراسة المبررات المقدمة بموضوعية.
- التحقق من صحة الوثائق المقدمة (إن وجدت).
4. إصدار قرار الفصل
يجب أن يكون القرار:
- مكتوباً وموقعاً من المسؤول المختص.
- متضمناً الأسباب التفصيلية للفصل.
- مستنداً إلى الأدلة والإنذارات السابقة.
- واضحاً في تاريخ إنهاء العلاقة العملية.
ثم إبلاغ العامل بالقرار عبر قنوات التواصل الرسمية والاحتفاظ بصورة من القرار في ملف العامل.
5. تسوية المستحقات:
يُفرض نظام العمل السعودي على صاحب العمل التزامات صارمة بخصوص تسوية مستحقات العامل المفصول، حيث تنص المادة (84) على وجوب إنهاء جميع التبعات المالية خلال مهلة لا تتجاوز 7 أيام عمل من تاريخ إنهاء العلاقة العملية. وتشمل هذه الالتزامات:
- تصفية جميع حقوق العامل المالية خلال مدة أقصاها 7 أيام عمل من تاريخ الفصل.
- إصدار شهادة خبرة للعامل إذا طلبها.
- تسليم جميع مستندات العامل الشخصية.
ملاحظات مهمة:
- تختلف الإجراءات قليلاً في حالة الغياب المتواصل لأكثر من 30 يوماً حيث يمكن الفصل دون إنذار مسبق.
- في القطاع الحكومي، تطبق لائحة الوظائف العمومية والتي قد تختلف في بعض التفاصيل.
- يجب مراعاة أن بعض حالات الغياب قد تخضع لتقدير القضاء في حالة النزاع.
يجب التنويه إلى أن إغفال أي من هذه الإجراءات قد يجعل قرار الفصل عرضة للإلغاء من قبل مكتب العمل أو المحكمة المختصة، مع احتمال تعويض العامل عن الفصل غير المشروع.
حقوق العامل المفصول بسبب الانقطاع عن العمل في السعودية
يضمن نظام العمل السعودي للعامل المفصول بسبب الانقطاع مجموعة من الحقوق الأساسية التي يجب على صاحب العمل الوفاء بها، وذلك وفقاً للمادة (84) من النظام. وتشمل هذه الحقوق:
- المستحقات المالية الكاملة
- صرف الأجر عن أيام العمل الفعلية حتى تاريخ الفصل.
- دفع بدل الإجازات المستحقة وغير المستخدمة.
- صرف مستحقات العطلات الرسمية خلال فترة العمل.
- مكافأة نهاية الخدمة
- استحقاق المكافأة كاملة إذا كانت مدة الخدمة تزيد عن عامين.
- احتساب المكافأة بنسبة 50% إذا تراوحت مدة الخدمة بين 1-2 سنة.
- سقوط الحق في المكافأة إذا كان الفصل بسبب غش أو تزوير.
- المستندات والوثائق
- الحصول على شهادة خبرة مجانية عند الطلب.
- استلام جميع الوثائق الشخصية الأصلية.
- الحصول على صورة من قرار الفصل.
- حق التظلم والنقض
- تقديم تظلم لمكتب العمل خلال 30 يوماً من تاريخ الفصل.
- حق اللجوء إلى المحكمة العمالية في حال رفض التظلم.
- إمكانية الطعن في شرعية إجراءات الفصل.
- حقوق إضافية
- نقل الكفالة للعامل غير السعودي خلال المهلة النظامية.
- صرف بدل السكن عن الفترة المستحقة إن وجد.
- تسوية أي منافع عينية أخرى.
ملاحظة: هذه الحقوق غير قابلة للتنازل، ويحق للعامل المطالبة بها حتى بعد انقضاء المدة النظامية في حال وجود عذر مقبول.
لماذا تختار مكتبنا لاستشارات قانون العمل السعودي؟
نقدم في مكتب المحاماة السعودي المتخصص حزمةً شاملةً من الخدمات القانونية التي تضمن حماية حقوقك في نزاعات العمل، ومنها:
- تحليل قانوني دقيق لحالات الفصل والانقطاع عن العمل في السعودية وفق أحدث التعديلات النظامية.
- إعداد مستندات قانونية محكمة (إنذارات – لوائح اعتراضية – طلبات تسوية).
- تمثيل كامل أمام لجان العمل والمحاكم السعودية بنسبة نجاح تتجاوز 90%.
- حلول استباقية لإدارة مخاطر الغياب والعقوبات التأديبية في المنشآت.
- خدمات التوثيق الرسمي لجميع إجراءات الفصل والإنذارات عبر منصة “ناجز”.
الأسئلة الشائعة
أبرز الأسئلة الشائعة حول الانقطاع عن العمل في السعودية:
كم عدد أيام الانقطاع المسموح بها؟
عدد أيام الانقطاع المسموح بها:
30 يومًا متتاليًا.
20 يومًا متقطعة سنويًا (بدون عذر).
ما هي عقوبة الانقطاع عن العمل في السعودية؟
عقوبة الانقطاع عن العمل في السعودية:
الفصل الفوري دون إنذار (إذا توافرت شروط المادة 80).
فقدان الحق في مكافأة نهاية الخدمة (إذا كان الفصل تأديبياً).
لا يُعتبر الانقطاع عن العمل في السعودية مجرد غيابٍ عابر، بل انتهاكٌ لعلاقة تعاقدية تحفظها أنظمة العمل بدقة. فكما يُلزم العاملَ بالانتظام، يُلزم صاحبَ العمل باحترام إجراءات الفصل وحقوق العامل حتى في حالات الانقطاع.
الانقطاع عن العمل في السعودية قد يبدأ بغيابٍ عادي.. لكن عواقبه القانونية ليست عادية أبداً.
للاستشارات القانونية الدقيقة حول حالاتكم الخاصة، يوصى بمراجعة مختص في قانون العمل السعودي، كما ننصحك بزيارة الصفحة الرسمية لموقع شركة محاماة في السعودية.
قد تبحث أيضًا عن: 5 أسرار عن الإجازات المرضية في نظام العمل السعودي لا يخبرك بها أحد. وكم مدة إجازة الوفاة في نظام العمل السعودي؟ هذا ما يقوله نظام العمل بوضوح. 8 بنود أساسية يجب أن يتضمنها عقد العمل في السعودية: دليل قانوني مبسط.
المصادر:
المصادر المعتمدة في هذه المقالة:
- نظام العمل السعودي (المرسوم الملكي رقم م/51 وتاريخ 23/8/1426هـ)
[رابط هيئة الخبراء في مجلس الوزراء] - اللائحة التنفيذية لنظام العمل pdf(القرار الوزاري رقم 19424 وتاريخ 16/2/1441هـ)
[رابط اللائحة التنفيذية] - خدمة التسوية الودية للخلافات العمالية
- نظام العمل السعودي (المرسوم الملكي رقم م/51 وتاريخ 23/8/1426هـ)

عبدالله، محامٍ سعودي ذو خبرة واسعة، يبلغ من العمر 38 عامًا، يتمتع بنظرة ثاقبة وحضور واثق. متخصص في تقديم الاستشارات القانونية وتمثيل العملاء في القضايا المعقدة. يهتم بتعزيز الوعي القانوني ويمتاز بأسلوب واضح واحترافي، ويحرص دائمًا على توظيف خبرته لتحقيق أفضل النتائج لموكليه.





