3 خطوات مهمة لتوثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد في السعودية

توثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد
جدول المحتويات

الميثاق العائلي هو وثيقة قانونية تُنظّم العلاقة بين أفراد العائلة داخل الشركة، من حيث الإدارة، توزيع الأرباح، التنازل عن الحصص، وآلية انتقال الملكية عند الوفاة أو الخروج.

ويُعدّ من الأدوات الجوهرية لضمان استمرار الشركات العائلية عبر الأجيال، خاصة عند وجود ورثة غير نشطين أو شركاء من فروع متعددة.

في هذا المقال، نكشف لك 3 خطوات محورية في توثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد، كما ورد في النظام السعودي، مع شرح قانوني يضمن استقرار شركتك لسنوات قادمة.

وللاطلاع على نظام الشركات الجديد في السعودية pdf. قامت شركة الرواد الأولى للمحاماة بتوفير نسخة مجانية. ولتحميله ماعليك إلا الضغط على الرابط السابق.

 استشر محامي مختص، احجز استشارة الآن، أو تواصل معنا فورًا عبر واتساب.

لماذا يُوثق الميثاق العائلي؟

توثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد، يحوّله من مجرد “تفاهم داخلي” إلى وثيقة مُلزمة قانونًا، تَسري أحكامها على جميع الشركاء والورثة، وتُحسم بها النزاعات دون الحاجة للتقاضي الطويل أو الاجتهادات الشخصية.

أصبح من الجائز تضمين الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد في عقد التأسيس أو النظام الأساسي، ويُعد عندئذ ملزمًا نظامًا متى نُص على ذلك صراحة، وفقًا لما نصّت عليه المادة (16):

“يعد الميثاق العائلي ملزمًا متى نص عقد التأسيس أو النظام الأساسي على ذلك.”

التوثيق أيضًا يُمكّنك من:

  • حماية الحصة العائلية من التنازل أو البيع خارج الأسرة.
  • تنظيم انتقال الملكية عند الوفاة أو الخروج الطوعي.
  • تفادي الخلافات حول الإدارة أو توزيع الأرباح أو القرارات الاستراتيجية.

كلما كان الميثاق موثّقًا بوضوح، كان استمرار الشركة أكثر أمانًا واستقرارًا أمام الزمن والورثة والمفاجآت.

3 خطوات مهمة لتوثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد

سنعرض الآن الخطوات القانونية الثلاث التي يجب اتباعها لتوثيق الميثاق العائلي وربطه بعقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي، بما يضمن له القوة الملزمة حسب النظام السعودي:

1. صياغة الميثاق العائلي بلغة قانونية واضحة وشاملة

الخطوة الأولى هي إعداد ميثاق عائلي مكتوب بصياغة دقيقة، يحدد

  • أهداف الشركة العائلية.
  • آلية إدارتها.
  • سياسة توزيع الأرباح.
  • تنظيم انتقال الملكية عند الوفاة أو التخارج.
  • آلية حل النزاعات.

هذا التفصيل ضروري لأن أي غموض في الصياغة قد يؤدي إلى سقوط الأثر النظامي للميثاق.
وقد نصت المادة (16) من نظام الشركات السعودي الجديد (1443هـ/2022م) على ذلك بقولها:

«يجوز أن يتضمن عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي ميثاقًا عائليًا، ويعد الميثاق ملزمًا متى نص على ذلك»

2. إدراج الميثاق العائلي في عقد التأسيس أو النظام الأساسي

لا يكتسب الميثاق أي قوة قانونية إذا بقي مجرد اتفاق داخلي بين أفراد العائلة، بل يجب إدراجه نصًا في عقد التأسيس أو النظام الأساسي للشركة.

ويجوز النص مثلاً: «تلتزم العائلة المالكة لحصص الشركة ببنود الميثاق العائلي المرفق والمصدق عليه من الشركاء».
كما أشارت المادة (11) من نظام الشركات إلى أن عقد التأسيس يجب أن يتضمن جميع البيانات الجوهرية الخاصة بالشركة، وهو ما يتيح النص على وجود الميثاق ضمن هذه البيانات.

«يجب أن يشتمل عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي على البيانات الجوهرية الخاصة بها…»

(المادة 11، نظام الشركات).

3. اعتماد الميثاق العائلي عبر وزارة التجارة

المرحلة الأخيرة هي اعتماد عقد التأسيس أو النظام الأساسي متضمنًا الميثاق العائلي من قبل وزارة التجارة عبر منصة مراس.

هذا الاعتماد هو الذي يمنح الميثاق القوة التنفيذية أمام الجهات القضائية والتنفيذية، بحيث يُعامل كشرط تعاقدي مُلزم لا يمكن نقضه.
بعد الاعتماد، يمكن توثيق الميثاق أيضًا عبر كاتب عدل أو منصة نافذ التابعة لوزارة العدل لتعزيز الحجية، لكن المرجع النظامي الأساسي للاعتراف به هو اعتماد وزارة التجارة، إذ إن المحاكم التجارية تأخذ به مباشرة عند الفصل في النزاعات.

شروط توثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد

متى يُستحسن توثيق الميثاق العائلي؟

يُفضّل توثيق الميثاق العائلي قبل أو أثناء تأسيس الشركة، وليس بعد ظهور الخلافات. فكلما تم تنظيم العلاقة بين الشركاء من العائلة مبكرًا، زادت فرص الاستقرار ومنعت النزاعات المحتملة.

يوصى بتوثيق الميثاق العائلي في الحالات التالية:

  • عند تأسيس شركة جديدة بين أفراد الأسرة (خاصة الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو المساهمة).
  • عند دخول الجيل الثاني أو الثالث من الورثة في إدارة الشركة.
  • قبل نقل الحصص أو توزيع الأرباح على أفراد العائلة.
  • عند وجود أكثر من فرع أو خط أعمال ضمن الشركة العائلية.
  • قبل حدوث أي تغييرات جوهرية مثل التوسع، الدمج، أو التخارج.

تنويه مهني: إذا تم توثيق الميثاق مبكرًا، يمكن دمجه بسهولة في عقد التأسيس أو النظام الأساسي، مما يمنحه قوة قانونية كاملة بموجب المادة (16) من نظام الشركات.

الأثر القانوني للميثاق العائلي أمام القضاء

بمجرد اعتماد الميثاق العائلي ضمن عقد التأسيس أو النظام الأساسي من وزارة التجارة، فإنه يكتسب قوة نظامية مُلزمة أمام جميع الشركاء والورثة.

وعند النزاع، تُعامل بنوده كجزء من العقد الرسمي للشركة. وهذا يعني أن المحاكم التجارية تُطبّق أحكامه مباشرة دون حاجة لإثبات إضافي، شأنه شأن أي شرط تعاقدي آخر منصوص عليه في النظام.
وبالتالي:

  • إذا خالف أحد الورثة أو الشركاء الميثاق، يمكن إجباره قضائيًا على الالتزام به.
  • لا يُقبل الدفع بعدم المعرفة أو عدم الموافقة، طالما كان الميثاق معتمدًا ومُسجلًا.
  • في حال عدم إدراج الميثاق بالعقد، يبقى مجرد وثيقة عرفية غير مُلزمة قضائيًا، ويُنظر إليها كاتفاق ودي فقط.

هذا يعزز فكرة أن الميثاق العائلي ليس مجرد إجراء شكلي، بل أداة قضائية نافذة تقي من نزاعات طويلة قد تُهدد استمرار الشركة.

خدمات مكتبنا في توثيق الميثاق العائلي

يُقدّم مكتبنا في الرياض خدمات قانونية متخصصة في صياغة وتوثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد، مع مراعاة الجوانب العائلية والتجارية المعقّدة التي ترافق هذا النوع من الوثائق.

تشمل خدماتنا:

  • إعداد ميثاق عائلي متكامل يُنظّم العلاقة بين أفراد العائلة داخل الشركة.
  • دمج الميثاق العائلي ضمن عقد تأسيس الشركة أو النظام الأساسي بطريقة نظامية.
  • توثيق الميثاق رسميًا عبر كاتب عدل أو منصة نافذ، ليكتسب الصفة التنفيذية.
  • مراجعة الاتفاقيات السابقة وتصحيح صيغها لتتوافق مع النظام الجديد.
  • تقديم استشارات عند دخول ورثة جدد أو عند التوسعة أو التخارج.

نُراعي في كل ميثاق نُعدّه خصوصية كل عائلة وطبيعة نشاطها التجاري، ونلتزم بأن تكون البنود واضحة، قابلة للتطبيق، ومحميّة بموجب النظام.

الأسئلة الشائعة

أبرز الأسئلة الشائعة حول الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد:

ما هي المادة 19 من نظام الشركات؟

المادة 19 من نظام الشركات تنص على أنه يجوز للشركاء أو المساهمين تنظيم علاقة العائلة داخل الشركة بموجب ميثاق عائلي موثّق، ويكون نافذًا وملزمًا إذا أُرفق بنظام الشركة الأساسي أو عقد التأسيس.

هل الميثاق العائلي ملزم قانونًا؟

نعم، الميثاق العائلي ملزم قانونًا إذا تم توثيقه عبر كاتب عدل أو منصة نافذ وأُرفق بنظام الشركة، يصبح له أثر نظامي مُلزِم لجميع الشركاء والورثة، وفق ما نصّت عليه المادة (19) من النظام.

هل يمكن تعديل الميثاق العائلي لاحقًا؟

نعم، يمكن تعديل الميثاق العائلي باتفاق الأطراف وفق الإجراءات النظامية، شريطة توثيق التعديلات رسميًا وإلحاقها بعقد الشركة لضمان سريانها.

بات الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد أداة قانونية معترف بها تُمكّن العائلات من ضبط العلاقة بين الشركاء، وتثبيت المبادئ التي تحكم توزيع الحصص، والإدارة، والخلافات المستقبلية.
توثيق هذا الميثاق لم يعد خيارًا شكليًا، بل ضرورة لحماية الشركة العائلية وضمان استقرارها عبر الأجيال، خصوصًا عند الوفاة أو رغبة أحد الورثة بالانسحاب.

إذا كنت مؤسس شركة عائلية أو بصدد تأسيسها، فابدأ اليوم بخطوة التوثيق القانوني، كما ننصحك بالاستعانة بشركة محاماة في الرياض، لإعداد عقود متوافقة مع النظام الجديد وحماية مصالحك المستقبلية.

للحصول على دعم قانوني موثوق في توثيق ميثاق شركتك العائلية، تواصل معنا.

قد تبحث أيضًا عن: ماهي حقوق الشريك المؤسس عند الخلاف مع الشركاء في السعودية. و 5 طرق لتسجيل شركتك الجديدة بسرعة بعد التعديلات في نظام الشركات السعودي. و 5 التزامات قانونية رئيسية وفق النظام الجديد في التزامات الشركات في السعودية.

Scroll to Top