تُعد الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد من أبرز الأشكال التي تحظى باهتمام المستثمرين والورثة في المملكة، خاصة مع ما أتاحه النظام من مرونة في تأسيس شركة عائلية وإدارة الحصص بين الشركاء.
لكن بقاء الحصة العائلية محمية لا يتم تلقائيًا، بل يتطلب تنظيمًا قانونيًا محكمًا، خصوصًا في ظل التحديات المتعلقة بـ التنازل عن الحصص أو خلافات الورثة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز ما جاء به نظام الشركات السعودي الجديد 2022/2025، ونقدم لك 4 استراتيجيات قانونية مجربة تضمن استقرار شركتك العائلية لأجيال قادمة.
وقد ترغب في الاطلاع على نظام الشركات الجديد في السعودية pdf. لذلك قامت شركة الرواد الأولى للمحاماة بتوفير نسخة مجانية. ولتحميله ماعليك إلا الضغط على الرابط السابق.
استشر محامي مختص، احجز استشارة الآن، أو تواصل معنا فورًا عبر واتساب.
ما المقصود بالحصة العائلية في الشركات؟
الحصة العائلية هي نصيب أحد أفراد العائلة في رأس مال الشركة، وتُعد من أهم أدوات التملك العائلي، خاصة في بعض أنواع الشركات مثل الشركات ذات المسؤولية المحدودة أو التضامنية التي تعتمد على روابط القرابة والثقة.
تُستخدم الحصص العائلية لضمان استمرار ملكية الشركة داخل الأسرة، سواء عبر التأسيس المباشر من قبل فرد أو أكثر من العائلة، أو من خلال نقل الملكية لاحقًا إلى الورثة أو الأقارب.
وبحسب المادة (180) من نظام الشركات السعودي، فإن الحصص تُورّث ما لم يُنص في عقد الشركة أو نظامها الأساسي على خلاف ذلك:
“لا تنقضي الشركة بوفاة أحد الشركاء، وتنتقل حصته إلى ورثته، ما لم ينص عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي على غير ذلك.”
هذا يعني أن الحصة العائلية قد تكون محميّة أو مهددة حسب ما يتضمنه عقد التأسيس من شروط.
لذلك، فإن فهم هذا المفهوم هو الأساس قبل الحديث عن وسائل الحماية والاستراتيجيات القانونية.
التعديلات الجديدة في نظام الشركات التي تمس الشركات العائلية
قدّمت نظام الشركات السعودي الجديد (1443هـ / 2022م) مجموعة من التعديلات التي أثّرت بشكل مباشر على الشركات العائلية، لا سيما فيما يتعلق بحماية الحصص وتنظيم التنازل عنها وتوثيق العلاقات بين الشركاء.
فيما يلي أبرز هذه التعديلات:
1. تأسيس الشركة من شخص واحد فقط
أصبحت الشركات ذات المسؤولية المحدودة تُؤسس بشخص واحد، دون حاجة إلى شركاء متعددين، مما يتيح للعائلات بدء شركات خاصة بأحد أفرادها مع إمكانية نقل الحصص لاحقًا.
استنادًا إلى المادة (154):
“يجوز أن تؤسس الشركة ذات المسؤولية المحدودة من شخص واحد طبيعي أو اعتباري.”
2. إمكانية النص على قيود التنازل في عقد التأسيس
أتاح النظام للشركاء النص صراحة في العقد على منع أو تقييد التنازل عن الحصص، مما يُعتبر أداة حماية أساسية للحصة العائلية من الخروج إلى أطراف خارج الأسرة.
استنادًا إلى المادة (181):
“لا يكون التنازل عن الحصة أو جزء منها نافذًا في مواجهة الشركة أو الغير إلا إذا تم وفقًا لأحكام عقد تأسيس الشركة…”
3. إمكانية تنظيم حقوق الورثة في عقد التأسيس
يُجيز النظام النص على كيفية تعامل الشركة مع حصص الورثة، سواء بالإبقاء عليهم كشركاء أو منح باقي الشركاء حق شراء الحصص، وهو ما يشكل أساسًا لتثبيت الحصص العائلية داخل الشركة.
4. أهمية توثيق اتفاقيات الشركاء رسميًا
النظام يشجّع على توثيق اتفاقيات الشركاء ضمن عقد التأسيس أو في وثائق مستقلة موثقة، لتفادي النزاعات حول الإدارة أو التنازل أو توزيع الأرباح.
ممايعني أن الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد عليها إعادة النظر في عقد تأسيسها، لضمان أن الحصص مغطاة قانونيًا ضد التفكك أو الضياع.
4 استراتيجيات لحماية الحصة العائلية في الشركة العائلية
في ظل نظام الشركات السعودي الجديد، لا تكفي الثقة أو الروابط العائلية وحدها لضمان بقاء الحصص داخل الأسرة، خاصة مع احتمالات الوفاة، الخلاف، أو بيع أحد الشركاء لحصته.
لذلك، يجب أن تكون الحماية مكتوبة، موثقة، ومنظمة قانونيًا. فيما يلي 4 استراتيجيات فعالة وضرورية لضمان حماية الحصص في الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد:
1. تضمين “حق الاسترداد” في عقد التأسيس أو اتفاقية الشركاء
حق الاسترداد أو “الشراء بالأولوية” هو بند يُمكّن بقية الشركاء أو أحدهم من شراء الحصة التي ينوي أحد الشركاء التنازل عنها، قبل عرضها على طرف خارجي.
هذا البند يمنع فعليًا خروج الحصص من أيدي العائلة، ويضمن أن أي نقل ملكية يتم بين أفراد الأسرة فقط.
مثال عملي:
إذا رغب أحد الأبناء في بيع حصته، فإن إخوته أو والدهم لهم الأولوية في شرائها، بسعر السوق أو حسب تقييم متفق عليه.
الصياغة القانونية المقترحة:
“في حال رغبة أحد الشركاء في التنازل عن حصته، تؤول الأولوية في تملك هذه الحصة إلى بقية الشركاء، على أن تتم المعاملة وفقًا لتقييم مُحايد أو متفق عليه سلفًا.”
2. فرض قيود على التنازل في النظام الأساسي أو عقد التأسيس
يُجيز نظام الشركات السعودي في مادته (181) أن يتضمّن عقد التأسيس قيودًا على التنازل عن الحصص:
“يجوز النص في عقد تأسيس الشركة على قيود تتعلق بالتنازل عن الحصة أو جزء منها…”
مثل:
- اشتراط موافقة جميع الشركاء على أي تنازل.
- عدم جواز التنازل إلا بعد مرور مدة محددة.
- إلزام الشريك الراغب في البيع بعرض الحصة أولًا على الشركاء.
تأتي أهمية هذا الخطوة أنها تحصّن الشركة ضد دخول شركاء غير مرغوب فيهم، وتحفظ وحدة الكيان العائلي على المدى البعيد.
3. تنظيم اتفاقية شراكة عائلية مستقلة وتوثيقها
اتفاقية الشركاء وثيقة منفصلة عن عقد التأسيس، لكنها ذات قوة نظامية إذا تم توثيقها.
وتُستخدم لتفصيل كل ما يخص العلاقة بين الشركاء داخل العائلة، مثل:
- شروط إدارة الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد ومن له حق التوقيع.
- توزيع الأرباح والمكافآت بين أفراد العائلة.
- آلية حل الخلافات داخليًا.
- قواعد التعامل مع الورثة.
- شروط الانسحاب أو الخروج الطوعي.
تُوثق الاتفاقية عبر منصة نافذ (nafith.sa) أو عبر كاتب عدل، وتُربط بعقد التأسيس لتصبح جزءًا من النظام الداخلي للشركة.
4. إنشاء شركة قابضة عائلية لإدارة الملكية والحصص
في الشركات الكبيرة أو التي تُخطط لاستمرارها لأجيال، يُنصح بتأسيس شركة قابضة عائلية، بحيث:
- تُنقل ملكية الشركات التشغيلية إلى الكيان القابض
- تُدار الحصص العائلية من خلالها
- تُنظّم آلية انتقال الملكية داخل العائلة
- يتم حصر الميراث وتوزيعه بسهولة تحت مظلة واحدة
فائدتها:
- تخفيف النزاعات بعد وفاة أحد الشركاء.
- استمرار الشركة بعيدًا عن مشاكل الورثة.
- إمكانية إعداد وصايا عائلية ومالية طويلة الأجل.

الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد بحاجة إلى هذه الطبقات من الحماية، خاصة أن القانون يمنحك الأدوات الكافية، لكن لا يُفعّلها إلا إذا وثّقتها بشكل صحيح.
الخطوة الذكية ليست فقط التأسيس… بل كتابة عقودك كما يجب، اليوم، قبل أن تقع المشاكل غدًا.
ماذا يحدث عند وفاة الشريك؟ وهل يرث الأبناء الحصة تلقائيًا؟
عند وفاة أحد الشركاء في الشركة العائلية، لا تنقضي الشركة تلقائيًا، بل تنتقل الحصة إلى الورثة ما لم يُنص في عقد التأسيس على خلاف ذلك.
هذا ما نصت عليه المادة (180) من نظام الشركات:
“لا تنقضي الشركة بوفاة أحد الشركاء، وتنتقل حصته إلى ورثته، ما لم ينص عقد تأسيس الشركة أو نظامها الأساسي على غير ذلك.”
إذا نُص في العقد على آلية محددة، يمكن تقييد هذا الانتقال أو منحه لطرف معين. أما إذا لم يُنظّم الأمر مسبقًا، يدخل الورثة كشركاء تلقائيًا، وهو ما قد يسبب خلافات في الإدارة أو التوجه.
الحل القانوني:
لضمان استقرار الشركة بعد وفاة أحد الشركاء، ينبغي اتخاذ تدابير وقائية موثقة مسبقًا تمنع انتقال الحصة بشكل عشوائي أو يهدد التوازن العائلي داخل الكيان، ومنها:
- النص في عقد التأسيس أو النظام الأساسي على آلية انتقال الحصص عند الوفاة.
- ربط الحصة بأولوية استرداد من العائلة.
- تنظيم الإرث عبر اتفاقية الشركاء أو إنشاء شركة قابضة.
كلما تم تنظيم الأمر مسبقًا، قلّ احتمال النزاع وضمنّت استمرار الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد بشكل مستقر.
خدمات مكتبنا في إدارة الشركات العائلية
في مكتبنا، نقدم حلولًا قانونية متخصصة لتنظيم وحماية الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد في السعودية ، ونساعد العائلات على تثبيت حقوقها وضمان استمرار ملكيتها لأجيال قادمة.
تشمل خدماتنا:
- صياغة وتوثيق عقد تأسيس الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد بما يتضمن شروط الحماية، قيود التنازل، وآلية انتقال الحصص.
- إعداد اتفاقية الشركاء العائلية لتحديد العلاقة بين أفراد الأسرة داخل الشركة، وتوثيقها رسميًا عبر كاتب عدل أو منصة نافذ.
- تأسيس شركة قابضة عائلية عند الحاجة، ونقل ملكية الحصص إليها لتسهيل تنظيم التركة والإدارة.
- تمثيل الورثة في النزاعات المتعلقة بالحصة العائلية أمام الجهات القضائية والتنفيذية.
- تقديم استشارات وقائية عند وجود نزاعات بين الشركاء محتملة أو رغبة في إعادة هيكلة الشركة لحماية الحصص.
فريقنا يضم محامين مرخصين وذوي خبرة في تنظيم الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد في السعودية، ويعمل وفق الأنظمة الرسمية الصادرة عن وزارة التجارة وهيئة السوق المالية.
الأسئلة الشائعة
الأسئلة الشائعة حول الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد:
ما هو عقد تأسيس شركة عائلية؟
عقد تأسيس شركة عائلية هو الوثيقة القانونية الأساسية التي تنشئ الشركة، وتُحدّد فيها:
1- أسماء الشركاء ونِسَب الحصص.
2- نشاط الشركة.
3- شروط التنازل عن الحصص.
4- آلية اتخاذ القرار والإدارة.
5- تنظيم انتقال الحصص عند الوفاة.
يمكن أن يُرفق به اتفاقية شركاء لحماية الحصة العائلية بشكل أدق.
هي عيوب الشركات العائلية؟
عيوب الشركات العائلية ورغم استقرارها الظاهري، إلا أنها قد تواجه:
1- تداخل العلاقات الشخصية مع القرارات التجارية.
2- صعوبة في فصل الإدارة عن الملكية.
3- نزاعات بين الورثة عند غياب تنظيم مسبق.
4- مقاومة التوسع الخارجي أو دخول شركاء من خارج العائلة.
إن الشركة العائلية في نظام الشركات الجديد في السعودية أصبحت أكثر مرونة واستقرارًا، لكنها لا تزال معرضة للتفكك ما لم تُحمَ حصصها من خلال التنظيم القانوني المسبق.
عرضنا في هذا المقال 4 استراتيجيات قانونية فعّالة تساعدك على تثبيت الحصة العائلية، بدءًا من قيود التنازل، وحق الاسترداد، وصولًا إلى تأسيس شركة قابضة أو تنظيم اتفاقية الشركاء.
كل هذه الأدوات يتيحها النظام، لكنها لا تؤتي ثمارها إلا إذا تم تضمينها رسميًا في العقود وتوثيقها بطريقة صحيحة.
إذا كنت بصدد تأسيس شركة عائلية أو تسعى لحماية إرثك العائلي داخل كيان تجاري، ننصحك بالاستعانة بشركة محاماة في الرياض، لإعداد عقود متوافقة مع النظام الجديد وتحمي مصالحك المستقبلية.
للحصول على استشارة قانونية موثوقة، تواصل معنا.
قد تبحث أيضًا عن: 5 التزامات قانونية رئيسية وفق النظام الجديد في التزامات الشركات في السعودية. و 5 طرق لتسجيل شركتك الجديدة بسرعة بعد التعديلات في نظام الشركات السعودي. و 5 فوائد مذهلة للمستثمر السعودي حسب النظام الجديد في شركة المساهمة المبسطة. و 3 خطوات مهمة لتوثيق الميثاق العائلي في نظام الشركات الجديد.
المصادر:
المصادر الرسمية المعتمدة في كتابة المقال:
- نظام الشركات الجديد (1443هـ / 2022م)
– الصادر بموجب المرسوم الملكي رقم (م/132) بتاريخ 1/12/1443هـ. - اللائحة التنفيذية لنظام الشركات
– صادرة عن وزارة التجارة وهيئة السوق المالية. - دليل تأسيس الشركات في السعودية
– منشور على: منصة الأعمال – قسم التأسيس والتراخيص.

عبدالله، محامٍ سعودي ذو خبرة واسعة، يبلغ من العمر 38 عامًا، يتمتع بنظرة ثاقبة وحضور واثق. متخصص في تقديم الاستشارات القانونية وتمثيل العملاء في القضايا المعقدة. يهتم بتعزيز الوعي القانوني ويمتاز بأسلوب واضح واحترافي، ويحرص دائمًا على توظيف خبرته لتحقيق أفضل النتائج لموكليه.





